قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"افشوا السلام بينكم"
التحية والسلام ان يمر شخص بقافلة اوقافلة بشخص فيقول 'السلام عليكم' او'سلا م الله عليكم '
التحية والسلام ان يمر شخص بقافلة اوقافلة بشخص فيقول 'السلام عليكم' او'سلا م الله عليكم '
أهمية التحية
من المؤكّد عليه في الإسلام أن يسلّم المؤمنون بعضهم على بعض، وقد كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يسلّم على النساء والاطفال أيضاً. ومن المعلوم أنّ السلام والسلامة من جذر واحد، ولذلك يفيد هذا المعنى، وهو ان لا خطر ولا تهديد يتّجه من المسلم الى مخاطبه. هذا هو الشعار الاسلامي الذي يؤدى من قبل كل شخص باسم التحية والمجاملة عند المواجهة واللقاء، وقد اكد القرآن الكريم على ممارسته.
كل انسان يشعر في حياته بألوان القلق والخوف والاضطراب، وعند تعامله مع أي شخص يحتمل التضرر منه فيشعر بنوع من القلق والاضطراب. بناء على ذلك فان اول ما يكون محبذا وطيبا عند اللقاء بين بني الانسان وتعاملهم هو رفع هذا القلق والاضطراب لكي يشعر الانسان بالسكينة ويطمئن بعدم اضرار ذلك الشخص به ولا يهدّده خطر، لانه لا يوجد ما هو أهمُّ من دفع الضرر بالنسبة للانسان، إذ انّه يمكن ان يشعر بالاستقرار بعده ويتعامل ويقرر ما يريد بنحو صحيح، ولعل من حِكم السلام هو تحقيق ما ذكر.
بناء على ذلك فان اول ما ينبغي رعايته بين المسلمين عند بداية اللقاء هو منح الامان والسكينة للطرف الآخر والمخاطب كي يطمئن بان لا ضرر يتّجه اليه من قبل طرفه المقابل. ومن واجب المسلمين انّهم بالسلام على بعضهم عند اللقاء يوجدون هذا الشعور في نفوسهم، وهذه قضية مهمة جدا، وليس بوسعنا ان نقيّم بنحو دقيق مدى أهمية ذلك لحياة الانسان، ولكنّه يمكن القول: انه الأساس لأبعاد الحياة الاجتماعية الاُخرى.
ان أهمية السلام وقيمته تبلغ درجة اطلق فيها على الجنة ـ وهي رمز النعمة والراحة والحياة الطيبة للانسان ـ «دار السلام» مما يدل على أهمية السلام والامان.
ان الامان والسلامة ذات أهمية بالغة لدى جميع مفكري المذاهب السياسية أيضاً، واول وأهم وأعم هدف لدى أي نظام سياسي هو توفير الامان والسلامة والاستقرار لافراد المجتمع، وبعد تحقّقه يمكن العمل من أجل تحقيق الأهداف الاُخرى. من هنا تؤكد المدارس النفسية غير الاسلامية على هذه الحقيقة وتقدم نظريات على هذا الأساس وتوصي باُمور لدفع القلق والاضطراب وتحصيل السكينة والأمن النفسي، وبعضها ينتهج نهجا افراطيا في هذا المجال، منها ان اتباع مذهب (الوجوديّة) يعتقدون بانّ الحياة مقرونة بالقلق والاضطراب ولا تحقق للحياة خارجاً بدونهما بل يعتبرونهما من لوازم الحياة الانسانية وكفصل مميّز للانسان!
على أي حال فانها حقيقة واضحة بان اول ما يلتفت اليه الموجود الحساس سيّما الانسان ويحظى لديه بقيمة حيوية هو الشعور بالامان والاستقرار في الحياة، وهو الشعور بان نفسه وماله وكل شيء يحبه لا يُهدّد من أي جهة ولا يطاله أي ضرر.
بناء على ذلك فان اول ما يجب توفيره في العلاقات الاجتماعية هو شعور الانسان بالامان والاستقرار. انه الأساس لحياة الانسان ولا قيمة للحياة الاجتماعية لديه ما لم يتوفر هذا الأمر.
والسلام ـ وهو التحية والمجاملة الرسمية في الاسلام ـ يعني في الواقع الدعاء وطلب الامان والسلامة للمخاطب. من هنا تقارن لفظ السلام مع كلمات تتضمن الامان في بعض مواضع القرآن الكريم، وهذا التقارن اللفظي قرينة على التقارن المفهومي بين السلام والامان كقوله تعالى:
(هُوَ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ)).
في هذه الآية استعمل (السلام) و(المؤمن) ويعني معطي الامان من بين الاسماء الالهية بنحو متقارن مما يدل على التقارب بين الاسمين الالهيين. ان الله عز وجل هو الذي يوفر سلامة الافراد ويدفع الخطر عنهم ويوفر لهم الامان.
ونقرأ في آية اُخرى بانّ المؤمنين يخاطبون يوم القيامة:
(ادْخُلُوها بِسَلام آمِنِينَ)).
ورد لفظ (سلام) هنا أيضاً الى جانب أحد اشتقاقات لفظ (الأمن) بمعنى الامان.
فالانسان بقوله (سلام عليكم) يمكن ان يكون له احد مرادين: تفهيم مخاطبه بان سلامتك مؤمّنة من جانبي، أو لا خطر يهدّدك من جهتي ولا يصلك ضرر منّي; أو انني اريد الامان لك وادعو الله لك بالسلامة ودفع الاضرار والاخطار، أي يقول قاصدا الدعاء: (سلام عليكم)، وبعبارة اُخرى يمكن ان يكون مراده هو (سلام مني عليكم) أو (سلام من الله عليكم). المراد بين الافراد المتعارفين طبعا في الغالب هو: لا خطر من المسلّم على مخاطبه. الاّ انّ الذي له رؤية توحيدية ويتّجه الى الله في كل حال فانه حينما يسلّم فهو في الواقع يدعو لمخاطبه، ويطلب له السلامة من الله عز وجل ولا يرى نفسه مؤثر في جنب الله. يطلب من الله ان يمنّ بالسلامة على مخاطبه ويصونه من الاخطار، فالسلام في نفس الوقت ابداء للاحترام، ودعاء أيضا.
ب ـ رد التحية
من آداب المعاشرة في الاسلام هو رد السلام حيث يمكن القول: انه يتميز بأهمّية أكبر من إلقاء السلام، وقد أكّد عليه القرآن الكريم. قال تعالى في آية كريمة:
(وَ إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْء حَسِيباً).
ان لفظ (تحية) في الآية مشتقة من الحياة، وهي في الحقيقة نوع من الدعاء وطلب دوام الحياة للمخاطب. كأنه كان متعارفاً ان يقول بعضهم لبعض عند اللقاء بقصد الاحترام (حيّاك الله). ان لفظ (تحية) في الحقيقة والأصل يعني هذه العبارة (حياك الله) ثم توسعت وأخذت تطلق على كل قول عند اللقاء بهدف الاحترام، بل على كل عمل بهدف الاحترام.
طبعاً في كل ثقافة أو مجتمع يتعارف تقديم كلام خاصّ عند اللقاء أو أداء عمل خاص بهدف ابداء المودة، ويطلق عليها لفظ (التحية) الاّ انّ التحية في الثقافة والادب الاسلامي عند اللقاء ليست سوى السلام. ولذا ورد لفظ التحية مع لفظ السلام في آيات عديدة من القرآن الكريم، أو ذكر السلام كمصداق اسلامي رسمي ومعروف. نقرأ في آية كريمة:
(وَ يُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَ سَلاماً).
وجاء في آية اُخرى:
(وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ).
وفي آية اُخرى:
(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ).
و على أي حال فانّ التحية التي عُيّنت كشعار اسلامي هو (السلام)، والقاؤه مستحب وردّه واجب.
ان رد أية تحية في الآداب والثقافة الاسلامية يجب ان يكون اكمل أو مطابقاً لها على الاقل، فمثلاً اذا قال شخص (سلام علكيم)، فينبغي الرد بالقول: (سلام عليكم ورحمة الله)، واذا قال: (سلام عليكم ورحمة الله)، يقال له: (سلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
و كل من يواجهنا بأي نوع من التحية فالافضل هو الرد عليه، ولكن كل من حيّانا بعبارة (سلام عليكم) كان الردّ عليه واجبا شرعا، واذا حيّانا بكلام آخر غير (السلام) فان الردّ عليه مستحب.
*تحذير: معظمنا في الوقت الحاضر عندما يودع شخصا يقول "باي باي"دون ان يدرك معناها فنعلم ابنائنا هذه الكلمة من وراء جهل .فبدل ان نقول في رعاية الله وحفظه وصون نقول في رعاية البابا
*****اللهم اني بلغت فاشهد***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق